أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى
عدو يتجهمني؟ أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن
عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات وأشرقت له الظلمات
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك أو تنزل علي سخطك ولك العتبى حتى
ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك )[1]
قال: كيف ترى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الحديث؟
قلت: أراه ملتجئا إلى الله متضرعا
إليه، كما يلتجئ الصبي الصغير الضعيف إلى والديه.
قال: وهل تاه a بحيلة أو بقوة؟
قلت: لا، بل تبرأ من كل حيلة أو
قوة، وأسند أمره كله لله.. ولكن يا معلم قد كان هذا في حالة شديدة، ونحن قد نلتجئ
إلى الله في مثل هذه الأحوال، ولكنا في مواقف العزة ننسى ذلتنا، وفي مواقف القوة
والشدة ننسى عجزنا.
قال: كان هذا حاله a الدائم، ألم تسمع إليه، وهو يقول
في ورد نومه الدائم:( اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك،
وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك
الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت )[2]