قلت: أنا من الخلائق.
قال: هناك فرق كبير بين رؤيتك للخلق، ورؤيتك لنفسك.
قلت: كيف ذلك؟
قال: عجزك وعجز الخلائق ضروري، ولسان العجز يستدعي شعورا، فقد يعيش المرء أشل، ولكنه يغيب عن شلله متصورا أن له قوى المصارعين وحملة الأثقال.
قلت: وكيف أتحقق بشعور العجز؟
قال: بأن ترى نفسك عبدا له، لا تتحرك إلا بتحريكه، ولا تتوقف إلا بإيقافه، ليس لك من ذاتك قوة، ولا لك من ذاتك حول.
قلت: تعني أن أقول:( لا حول ولا قوة إلا بالله )
قال: تقولها ترجمة عن حقيقتك، لا حروفا وأصواتا من لسانك.
قلت: فما ألحظ فيها؟
قال: تلحظ قوته، فتطيش قوتك أمام قوته، وتلحظ حوله، فيطيش حولك أمام حوله.
قلت: فترجم ذلك لخيالي ليستوعبه وجداني.
قال: انظر إلى القوى التي تتيه بها.
قلت: قوة الإرادة، فهي القوة التي تدكدك الجبال، وتفل الحديد، و..
قال: أدبها بقوة الله حتى لا توقعك في المهالك، أو ترمي بك في أودية