قلت: أجل، في هذه الآية ينهى الله تعالى
عن التفكير الطبقي الذي كان يعمر أفئدة المشركين، وكأنهم أرادوا أن ينعم a ببعض الامتيازات لطبقة الاغنياء
ويفضلهم على طبقة الفقراء، إذ كانوا يرون في جلوسهم مع الفقراء منقصة لهم.
ويبدو أن هذا تكرر منهم وكثر
إلحاحهم على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى أن جاء هذا الأمر الإلهي الذي لا يخاطب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقط، بل يخاطب كل الأمة.
قال لي: نعم ما قلت، ولكن نهي
الله تعالى رسوله a
عن متابعة المشركين، وأمرهم له بالحرص على هؤلاء الفقراء، ووصيته بهم وثنائه عليهم،
ولو على حساب بعض المكتسبات الظرفية، ألا يدل على شيء؟
قلت: على ماذا غير ما ذكرت،
وما ذكر المفسرون؟
قال: ما محل الشخص الذي تحرص
عليه، وتغير أن يطرد أو يهان أو يرمى، ولو كان في ذلك حصول مضرة لك.
قلت: أنا لا أفعل هذا إلا مع
أحب الناس إلي، فمن الصعب أن أفرط في مكاسبي إلا إذا قهرني الحب على ذلك.