سألتنا ما ليس لك عندنا فقد أسأت الثناء علينا، وإن رضيت أجرينا لك من الأمور ما قضينا لك في الدهور )
قال: الواسطي يعبر عن حالة وجدانية، لا عن حقيقة شرعية.
قلت: فكيف أجمع بينهما؟
قال: إذا توقف علاج علتك على دواء مسهل، أتتناوله؟
قلت: كيف لا أتناوله، وعليه يتوقف علاج علتي؟
قال: ولكنه سيصيبك بإسهال، وهو علة أخرى.
قلت: ولكني سوف أحتال فأبادر الإسهال بما يقيني منه.
قال: فهذا ما لحظه العارفون، فقد خشوا أن يخطئ العامة فيسيئوا فهم الدعاء، فيشبهوا الله بخلقه.
قلت: كيف يكون التشبيه في هذا المحل، ولا أسمع يدا ولا ساقا.
قال: التشبيه لا يتوقف على اليد والساق، بل إن في قياس إجابة الله بإجابة عباده رمي لله ببخل العباد.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لأن عناية الله بعباده لا تفتقر إلى سؤالهم.
قلت: فلماذا أمرهم بسؤاله؟
قال: لتسوقهم حاجاتهم إلى الله، فيكون دعاؤهم أفضل من حاجاتهم.
قلت: فهلا ضربت لي على ذلك مثالا.