قال: فمن كان في صحبة الله، كيف
يشعر بالفقر والحاجة، أو كيف تصيبه الذلة والهوان؟
الإجابة:
قال لي المعلم: من المجيب من قومك؟
قلت: من إذا سألته أعطاني، وإن ظرقت
بابه فتح لي.
قال: ومن أعطاك قبل أن تسأله، وفتح
لك بابه قبل أن تطرقه؟
قلت: ذلك المجيب المطلق.
قال: فذلك هو الله.
قلت: أبهذه النظرة كان ينظر ابن
عطاء الله حين قال:( طلبك منه اتهام له )؟
قال: وبهذه النظرة نظر العارفون حين
رددوا مع
الصالحين
قولهم: ( لا يكن همك في دعائك الظفر بقضاء حاجتك فتكون محجوباً، وليكن همك مناجاة
مولاك ) ، أو
حين رددوا مع ابن
عطاء الله قوله:( لا يكن طلبك تسبباً إلى العطاء منه، فيقل فهمك عنه. وليكن طلبك
لإظهار العبودية، وقياماً بحقوق الربوبية)
قلت: أفنترك الدعاء لهذا؟
قال: لا تسئ فهم كلام العارفين، فتحجب
دون مقاماتهم.
قلت: لكني أسمع كلاما صريحا لا يحمل
إلا معنى واحدا، فهذا الواسطي يقول:( أخشى إن دعوت أن يقال لي: إن سألتنا مالك
عندنا فقد اتهمتنا، وإن