قال: بعد الموت مباشرة تتدفق بحار
كرمه على عباده الصالحين بما لا قدرة على وصفه، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا
عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}(الحجر:21)
قلت: بلى، فما وجه الإشارة فيها؟
قال: إن كل ما تراه من خزائن الكرم
لا يعدوا أن يكون جزءا ضئيلا جدا لا يكاد يرى من الكرم المعد في دار القرار.
القرب:
قال لي: لقد ذكرت لي بأن في قومك
كراما.
قلت: لا أجحد ذلك، ولو أني اقتنعت
بأن لهم كرما مجازيا لا حقيقيا.
قال: فأين هم؟
قلت: هم في مناطق مختلفة من العالم
.. منهم من يرمون الدراهم في الطرقات لينالها الغادي والرائح، ومنهم من يرحل إلى أوروبا
وأمريكا حيث يتلذذ برؤية الشحاذين من الأغنياء، وهم ينحنون لجمعها.
قال: فهل يصلك منها شيء؟
قلت: تصلني أخبارها، وقد تسمعني
القنوات الفضائية رنينها.