قال: فلو أذن لك مسؤول كبير في
الدخول إلى مكتبه والحديث معه وتقديم طلباتك بين يديه؟
قلت: يكون قد أكرمني غاية الإكرام،
بل لا أظن أنني سأنسى جميل صنعه، ولا كريم طبعه.
قال: فلو كانت المبادرة بالدعوة منه
لا منك؟
قلت: يكون أكرم وأنبل.
قال: فلو تكرر ذلك منه كثيرا؟
قلت: لا طاقة لي حينها بشكره.
قال: فهل يكون بذلك قد أحسن إليك؟
قلت: يكفيني سلوكه هذا ليكون محسنا
لي، ولو لم أنل منه أي شيء، فحسبي أن أنتسب إليه.
قال: فالله تعالى خالق كل شيء ـ
والذي لا يشكل ذلك المسؤول الذي كان له ذلك الخطر في نفسك سوى شيء ضئيل جدا من
ملكه ـ يدعوك في كل لحظة لأن تقف بين يديه تكلمه ويكلمك بلا حجاب ولا رقيب، فهل
هناك أكرم من هذا؟