قال: الكريم ( هو الذي إذا قدر عفا،
وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، وإن
رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب وما استقصى، ولا يضيع من لاذ به والتجأ
ويغنيه عن الوسائل والشفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلف، فهو الكريم
المطلق)[1]
قلت: هذا هو تعريف الغزالي للكريم.
قال: وهو لا يصدق إلا على الله، فهو
الكريم الحقيقي وغيره كريم على المجاز.
قلت: كيف يكون كريما على المجاز؟
قال: لو أن كريما من كرماء قومك وكل
ـ لسعة أمواله ـ وكلاء ينوبون عنه في إيصال كرمه إلى الناس.. من يكون الكريم في
نظر الناس: هل الوكلاء، أم من وكلهم؟
قلت: بل الكريم صاحب المال، أما
الوكلاء فهم مجرد عمال ينالون أجورهم، بل هم يعيشون تحت ظل كرم ذلك الكريم، فكيف
يطمعون في وصفه.
قال: ولكنكم انشغلتم بمدح الوكلاء،
ومد أيديكم إليهم، ونسيتم من وكلهم.