قال: { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }(المنافقون: 7)
قلت: فمن يملك مفاتيح هذه
الخزائن؟
قال: خزائن الله لا مفاتيح
لها، بل هي متسعة للكل، ألم تسمع قوله تعالى:{ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ
خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ
الْأِنْسَانُ قَتُوراً}(الاسراء:100)
قلت: فلماذا إذن نلجأ لغير
باب الله، ونستمطر الخزائن الفارغة.
قال: لأنكم تصورتم أن خزائن
الله بيد عباده، والله تعالى ينفي ذلك..
قاطعته قائلا: بلى.. لقد
سمعت الساعة الله تعالى وهو يقول:{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ
الْمُصَيْطِرُونَ}(الطور:37)، فخزائن الله بيد الله، لا بيد أحد من الناس.
الكرم:
قال لي: أتعلم حقيقة الكرم.
قلت: أن تنيل المحتاج من فضلك ما
يضطر به إلى شكرك.
قال: ألا تعلم ما ينطوي عليه تعريفك
هذا من البخل؟
قلت: كيف، فهذا هو الكرم.
قال: انتظارك المحتاج إلى أن يحتاج
بخل، وتنعمك عليه بفضلك لا برأس مالك بخل، واضطراره إلى شكرك بخل..