قال: فهل فيها الخلود؟
قلت: ذلك حلم، ما أجمله لو تحقق، ولكن البشر يئسوا منه، فاكتفوا بالتنعم بما عندهم من أنواع النعيم الزائل.
قال: فهل فيها الشباب الدائم؟
قلت: لا، فذلك إكسير أحمر، ما أسرع ما تهب عليه رياح الخريف.
قال: فهل فيها الأمن الدائم والنعيم المقيم..؟
قلت: ما شأنك يما معلمي.. أراك مغرما بما لا يكون.
قال: فلماذا تتعلقون بالخزائن الخاوية التي تضعون فيها بعض اللعب التي لا تختلف عن لعب الأطفال.
قلت: لعب الأطفال!
قال: نعم ما الفرق بين لعبكم ولعب الأطفال.. الأطفال يشتغلون بلعبهم وقت الصبا، وأنتم تشتغلون بها في ربيع العمر وخريفه.
قلت: فهل توجد خزائن تحوي الكنوز التي ذكرتها؟
قال: نعم.. إنها خزائن الغني الحقيقي، خزائن الله، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}(الحجر:21)، ألم تسمع قوله تعالى:{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}(صّ:9)، فقد جعل للرحمة خزائن خاصة بها.
قلت: فأين هذه الخزائن؟