قلت: يحولهم خدما لبابه، بل
يتحولون فقراء بين يديه يستجدون طلسمه كما يستجديهم الشحاذون.
قال: فإذا لم يملكهم فقط،
بل ملك الكواكب جميعا، بل السماء جميعا.. بل الكون جميعا، ومع ذلك لا يفتقر إلى
شيء منها.
قلت: ذلك هو الغني المحض.
قال: ذلك هو الله، فإنه
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ
لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(البقرة:117){ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ
يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(يّـس:82)
ثم التفت إلي، وقال: فمن
كان مدد خزائنه قوله { كن } أتنفذ خزائنه؟
قلت: لا، فما أسرع أن يملأها
إن نفذت.
قال: أخبرني عن خزائن قومك
التي يتيهون بها، والتي تجعلكم تستجدونها.
قلت: فيها الذهب والجواهر
الكريمة.. وفيها الأرزاق المختلفة وأنواع المآكل والمشارب.. وفيها بعض أنواع المتع
الطيبة والخبيثة.. وفيها بعض الأدوية التي تخفف الآلام أو تقهرها.
قال: وهل فيها السكينة؟
قلت: دعهم أولا يجدوها،
فليس في الأرض عقار صالح لتحقيقها.