قلت: عهدي بك تجعل الأمور كلها أربعة.
ضحك، وقال: أنا لا أجعلها، بل هي كذلك، ألا ترى جدران بيتك الأربع؟
قلت: فاذكر لي جدران الأمل في الله الأربع.
قال: الغنى والكرم والقرب والإجابة.
قلت: فما وجه الحصر فيها؟
قال: لا يمكنك أن تأمل في فقير، فالفقير يطلب منك، ومن كان يطلب منك لا تطلب منه.
قلت: فالكرم؟
قال: قد يكون الغني بخيلا، لا يصيبك نواله، ولا تمتد إليه أعناق طمعك.
قلت: فالقرب؟
قال: قد يكون كريما، ولكنه بعيد عنك، تحبه وتعجب من سيرته، ولكن نواله يظل بعيدا بقدر بعده عنك.
قلت: فالإجابة.
قال: قد يكون كريما وغنيا وقريبا، ولكنه لا يلتفت إليك ولا يهتم بك، فمشاغله أكثر من أن تنحصر فيك.
قلت: فعلمني من الحكمة ما يقرر هذه الحقائق في نفسي.
قال: هذه الحكمة تتصل بالله، فالبس لها لباسها، وأحرم لها إحرامها.
قلت: وما لباسها؟