قلت: ولكن الدين بيد الله، ولا يمكن
أن يصبح بيد أحد من الناس؟
قال: ألم تعلم بأن الهوى من أخطر
أسباب تحريف الأديان، ومن أكبر سراديب الاعتراض؟
قلت: بلى، فقد قرأت في القرآن
الكريم كثيرا من هذا، قال تعالى:{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ
هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ}(القصص:50)
ثم أخذت نفسا عميقا، وقلت: الحمد
لله لقد من الله على هذه الأمة، فحفظ كتابها وسنة نبيها a، فلذلك لم تستطع كل شياطين الهوى
أن تبدل هذا الدين أو تغيره.
قال: نعم، هذا من رحمة الله، ولكن
للهوى سلطانه على النفوس، فلذلك قد يفسر الحق الذي لا مرية فيه بالباطل الذي لا شك
فيه، أولم تسمع نهي الله لهذه الأمة عن طريق نبيها من الجثو أمام الأهواء، ألم
تسمع قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ
اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ}(الرعد:37)
قلت: أيمكن للهوى أن يقلب الحقائق
المستقرة؟
قال: في نفس صاحب الهوى تنقلب
الحقائق انقلابا تاما.