قال: ألم تعلم بأن الهوى قد يتحكم
في الإنسان فيصير معبودا له من دون الله، ألم تسمع قوله تعالى:{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى
سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ
بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}(الجاثـية:23)؟
قلت: بلى، وقد سمعت أن الله تعالى
قال لموسى u:( يا موسى، خالف هواك فإني
ما خلقت خلقا نازعني في ملكي إلا الهوى )
قال: فإذا انقلب وزير الهوى على
الملك إلها واستوى على عرشه، أيمكن لأحد أن يقنعه باتباع حق أو بالارتداع عن باطل؟
قلت: فكيف أنقلب على هواي؟
قال: برفع ثقتك من نفسك، وبتركك
الأمل فيها، وباللجوء إلى الله.
قلت: فما مثل ذلك؟
قال: إذا أراد الوزير الانقلاب على
الملك، ماذا يفعل؟
قلت: يستعين بالجند وبكل ما أمكنه
من طاقات.. ولكن الهوى أخطر من الملك فهو يدعي الألوهية من دون الله.