responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 238

يلتمس الراحة والأمن[1].

قال: وعندما استراح في ذلك البستان، وهو في تلك الحال، هل مد a يده إلى نفسه يطلب منها إغاثته بصنوف الحيل ليخرج من ذلك المأزق؟

قلت: لا، بل روى علماء السير أنه بمجرد جلوسه في ظل الكرمة أخذ يدعو الله قائلا:( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس..أنت أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي.. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي.. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل علي غضبك، أو أن ينزل بي سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.. )

قال: فهل شكى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الناس إلى ربه؟

قلت: لا، بل شكى نفسه، واستعاذ من غضب ربه عليه.

قال: فلو كان في هذا الموقف مغرورا بنفسه معظم لها ماذا كان سيفعل؟

رأيت أن أحسن وسيلة للإجابة على سؤال المعلم هي أن أعرض نفسي على ذلك الموقف لأرى ما الذي سيمكن أن أفعله.. لقد تصورت نفسي مادا يدي إلى الله أسأله أن يدمرهم ويبيد خضراءهم ويقطع نسلهم ويشردهم، فيذوقوا من الأهوال أضعاف ما ذقت.. أو رأيتني أقول لنفسي:( لئن تمكنت


[1] ) فقه السيرة للغزالي.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست