responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 237

قلت: كيف أدع نفسي، وهي أنا؟

قال: دع ما يحول بينك وبين ربك من نفسك، فلا يمكن أن تمد يدك إليه ويدك ممدودة إلى نفسك..

ثم التفت إلي، فرأى تساؤلات كثيرة في عيني فقال: أتعلم ما هو أشد المواقف على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في فترة رسالته الأولى قبل البعثة.

قلت: أشدها ذهابه إلى الطائف، حيث تقطن ثقيف، وهي تبعد عن مكة نحو الخمسين ميلاً، سارها محمد a على قدميه جيئة وذهوباً، فلما انتهى إليها قصد إلى نفر من رجالاتها الذين ينتهي إليهم أمرها، ثم كلمهم في الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوه -جميعاً- رداً منكراً، وأغلظوا له الجواب. ومكث عشرة أيام، يتردد على منازلهم دون جدوى.

فلما يئس الرسول a من خيرهم قال لهم: إذا أبيتم، فاكتموا عليَّ ذلك -كراهية أن يبلغ أهل مكة، فتزداد عداوتهم وشماتتهم- لكن القوم كانوا أخس مما ينتظر. قالوا له: اخرج من بلدنا، وحرّشوا عليه الصبيان والرعاع فوقفوا له صفين يرمونه بالحجارة. وزيد بن حارثة يحاول الدفاع عنه حتى شج في ذلك رأسه.

وأصيب الرسول a في أقدامه، فسالت منها الدماء واضطره المطاردون إلى أن يلجأ إلى بستان لعتبة، وشيبة، ابني ربيعة، حيث جلس في ظل كرمة

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست