أنواع المتاع الدنيوي.. ولكن لماذا
حذر من هذا الاغترار؟
قال: لأن الغرور هو نقطة الضعف التي
يتسرب منها الشيطان ليملأ قلب الإنسان هما وحزنا على حاله الهزيل، ويقارنه بحال
المنتفخين، فإذا ما حصل الاغترار طلب الهزيل أن ينتفخ بنفس الأسلوب الذي انتفخ به
غيره، فيقع فيما وقعوا فيه.
قلت: أريد توضيحا أكثر.
قال: أرأيت لو أن سلطانا عادلا اتخذ
وزيرا مغرورا، أيمكنه أن يدير دفة وزارته إدارة تتناسب مع عدل السلطان؟
قلت: لا، بل قد يشوه عدل السلطان،
بل قد يرمى بالجور لغرور وزيره.
قال: أرأيت لو أن وزير الحرب كان
جاهلا بقوة جيش السلطان، ولكنه مع ذلك مغرور، أيمكن أن يزف البلاد إلى حرب لا طاقة
لها بها؟
قلت: نعم، ذلك ممكن جدا خاصة إذا
تصور أنه لن يحقق ذاته إلا بخوض الحروب.
قال: فكذلك النفس لو أمرت عليها
الغرور، فإنها ستتردى في حروب لا طاقة لها بها، ليس مع ذاتها فقط، بل مع ذاتها ومع
الناس ومع الله.
قلت: فما الحل؟
قال: أن تهرب منها إلى الله، فلا
تمد يدك إلا إليه، ألم تسمع ما قال الصالح:( دع نفسك وتعال )