قلت: لقد ذكرتني بقول ابن عباس t:( ثلاث آيات جحد من الناس)
وذكر منها قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(الحجرات:13)، قال: (ويقولون: إن
أكرمهم عند اللّه أعظمهم بيتاً )
قال: ثم تظن بعد هذا أن هذا الغرور
خاص ببني إسرائيل.. إن كل ما في القرآن الكريم لهذه الأمة، ولكنكم هربتم من
الحقائق التي تواجهكم لتحولوه قصصا تسرد، وحكايات تروى، وأمثالا يلغز بها.
قلت: يا معلم، النسب إذن سبب من
أسباب الغرور، ولكنه خاص بفئات محدودة، وقومي ـ عموما ـ لا يكادون يعتبرونه.
قال: ولكنهم يعتبرون ما هو أخطر من
النسب.
قلت: وماذا يعتبرون؟
قال: أم الخطايا.
قلت: لست أعرف للخطايا أما، ولا
أبا.
قال: حب الدنيا هو رأس الخطايا
وأمها وأصل أصولها، ألم تسمع قوله تعالى:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ}(آل
عمران:185)
قلت: بلى، فقد وردت الآيات الكثيرة
المحذرة من الاغترار بالدنيا، فالله