قلت: لا أظن أن في هذه الأمة المرحومة
من ادعى أنه لن يمكث في النار إلا أياما معدودات بسبب ذنوبه.
قال: إن كلمة ( الأمة المرحومة )
التي ذكرتها منبع غرور للكثيرين.
قلت: كيف، فهذه الأمة مرحومة بلاشك.
قال: ولكن كل من ولد في هذه الأمة
يتصور أنه من المرحومين، ولو بغير عمل يعمله، أو حسنة يقدمها، ولعله يتصور نفسه
يحمل في صدره صكا من صكوك الغفران التي تقول له:( اعمل ما شئت فقد غفرت لك )
قلت: هذه حقيقة، وكل المبشرات تدل
على هذا.
قال: وعلى ماذا يدل قوله تعالى:{ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ
لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} (النساء:123)
قلت: نعم.. إن الآية تقرر أن الجزاء
الإلهي لا يخضع لأماني الناس، بل يخضع لقانون واحد يشمل الجميع.. ولكن مع ذلك
فنحن..
قاطعني، وقال: الله رب الجميع، ألم
تسمع قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(الحجرات:13)، فهل قال
الله تعالى أكرمكم فلان