قال: يتعلم ليضم إلى غروره كبرياءه.
قلت: فما علاقة هذا بمد اليد إلى النفس؟
قال: المغرور لا يمد يده إلا إلى نفسه، لأنه يرى ما عداه أياد ممدودة إليه.
قلت: إذن المغرور لا يكون شحاذا على عتبات المساجد.
قال: قد يكون كذلك، ولكنه يتكبر على اليد التي تمده بالعطاء، وقد يحاول قطعها إن استغنى واكتفى، أترى استحالة ذلك؟
قلت: ربما، فما أكثر ما نسمع عنه من مقابلة الجميل بالكفران، والإحسان بالإساءة.
قال: ولهذا كان الغرور هو منبع جميع الأمراض النفسية.
قلت: كيف.. الأمراض النفسية كثيرة جدا، والمستشفيات تستقبل كل يوم أنواعا جديدة من هذه الأمراض.
قال: ليست المستشفيات وحدها هي التي تستقبل هذا النوع من الأمراض، بل إن الشوارع تعج بها والمدارس والبيوت..
قلت: فكيف يكون الغرور منبعها؟
قال: اسمع القرآن الكريم، وستجد كيف تدلى الخلق بحبال الغرور في مهاوي السخط.
قلت: نعم.. القرآن الكريم يذكر كثيرا الغرور باعتباره سببا من أسباب الكفر والضلالة، فقد قال تعالى عن بني إسرائيل الذين تصوروا أن النار لا تمسهم إلا