من دعاوى؟
قلت: أليس هو الغرور الذي جعله يعتقد أنه يعلم العلم الذي لا جهل فيه، أو لا جهل معه.
قال: نعم، فالجهل بالجهل يولد الغرور.
قلت: فالغرور إذن وليد الجهل.
قال: وقد يكون ولدا غير شرعي للعلم.
قلت: كيف؟
قال: إذا حبس في قفص علومه، أو سقط في مهاوي معارفه، أو تاه في ظلمات كتبه وأوراقه.
قلت: ما أرى العلم إلا نورا، فكيف ترميه بالظلام، وما أره إلا حرية، فكيف ترميه بالقفص، وما أراه إلا رقيا، فكيف ترميه بالهاوية.
قال: ذلك هو العلم الذي لا يقف صاحبه عنده، بل يظل دائما صفحة بيضاء تنتظر أقلام الأبد لتكتب عليها.
قلت: فسر لي هذا، وما الفربق بين الجهل والغرور؟
قال: الجاهل قد يسأل، فيتعلم، ولكن المغرور لا يسأل ولا يتعلم.
قلت: وإذا هداه الله، فسأل؟
قال: يسأل ليجادل، لا ليتعلم.
قلت: فإذا هداه الله، وتعلم؟