قالها فقد جهل)
الغرور:
قال: ألم تعلم ما الذي جعل فرعون يدعي الألوهية؟
قلت: قومه، فقد قال تعالى:{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}(الزخرف:54)
قال: وقبل قومه.
قلت: أنا لم أقرأ تاريخ فرعون حتى أعلم مصادر ادعائه الربوبية بالضبط، فقد يكون تأثر في ذلك بالديانات الفارسية أو الهندية..
قال: لا.. فقد ذكر القرآن الكريم ذلك.
قلت: أين؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}(القصص:38)
قلت: بلى، وقد ذكر القرآن الكريم ذلك في موضع آخر، قال تعالى:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}(غافر:36 ـ 37)
قال: فما هي العلة التي ذكرها القرآن الكريم، والتي كانت سبب ما ادعاه