responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229

تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني! قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه! أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي! )[1]، فقد أرجع الله جهل العبد بهذه المعاني هو الذي أوصله إلى ذلك التقصير.

قلت: بل أخبر a عن تأثير الجهل من الناحية الاجتماعية، فقال:( إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )[2]، فقد أرجع a سبب الضلالة إلى اتخاذ الرؤساء الجهال.

وأخبر a عن الهلاك الذي حاق بالأمم نتيجة تعالمها على كتبها، فقال:( إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه بعضا، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا ولا يكذب بعضه بعضا، ما علمتم فيه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى عالمه )[3]

قال: فلذلك كانت أول حلقة تقطع من سلسلة الطمع في النفس هي يقينك بجهلها، فيقينك بجهلها يوصلك إلى التعلم منه، فلا يتعلم إلا الجاهل.

قلت: لقد ذكرتني بقوله a:( لا يزال الرجل عالما حتى يقول علمت، فإذا


[1] ) مسلم.

[2] ) البخاري ومسلم.

[3] ) البيهقي ن ابن عمرو.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست