قال: يجعلها تضع الأشياء في غير مواضعها.
قلت: وهواها؟
قال: يجعلها تسترالروائح المنتنة ببعض العطور السامة.
قلت: وخداعها؟
قال: هو احتيال النفس على نفسها.
الجهل:
قلت: فكيف أعرف جهل نفسي؟ ولماذا أبحث عن جهلها؟ ألا يزيدني ذلك حزنا وأسفا وألما؟.. وكل ذلك ينافي السلام الذي تعلمني إياه.
قال: علمك بجهل نفسك هو الذي يدعوك إلى السلام وإلى السعادة وإلى الطمأنينة، ويكف شر نفسك عنك.
قلت: كيف؟
قال: علمك بعلمك يدلك عليك، وعلمك بجهلك يجعلك تبحث عنه.
قلت: زدني توضيحا.
قال: كلام الله سيزيدك توضيحا.. بماذا أجاب قارون الصالحين من قومه عندما قالوا له:{ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}(القصص: 76)
قلت: أجابهم بقوله:{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}(القصص: 78)
قال: فقد كان يعزل الله إذن عن إعطائه ذلك المال.
قلت: أجل.