قال: فعلمه إذن كان ساترا
لجهل عظيم له أثره الخطير في حياته.
قلت: نعم، ولذلك رد القرآن
الكريم عليه قائلا:{ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ
مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا
يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ }(القصص: 78)
قال: أتدري ما يقول له
بهذا؟
قلت: نعم، كأنه يقول له:(
لماذا اكتفيت بذلك العلم، ولماذا لم تبحث عن علم آخر أهم، وهو العلم بمصاير
الأقوام الذين أبيدوا، وعن سبب إبادتهم، ليكون لك ذلك موضع عبرة )
قال: صدقت، ولكن لماذا لم
يتعلم قارون هذا النوع من العلم؟
قلت: لعله لم يجد معلما.
قال: لا.. ولكنه لم يجد
استعدادا من نفسه لتعلمه.. ولو وجد الاستعداد لأرسل الله له من يعلمه.
قلت: كيف؟
قال: إن العلم الذي عنده،
والذي هو في حقيقته جهل يستر علما، منعه من قبول غيره أيا كان ذلك الغير، ألم تسمع
قوله تعالى:{ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا
بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ} (غافر:83)
قلت: بلى، فالله تعالى في هذه الآية
يخبر عن الأمم المكذبة بالرسل في