قال: ألم تسمع إلى قول الحق تعالى:{
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ
الْخَاسِرِينَ}(المائدة:30)، فما سولت له نفسه من
المعصية هو السبب، أما ما ذكر من الأسباب، فمجرد خيوط عنكبوت، لأنه إن لم يقتله
بهذا السبب قتله بغيره.
قلت: فما علاقة هذا بمد اليد إلى
النفس؟
قال: لأن النفس التي استطاعت أن
تقهر صاحبها، فيمد يده لقتل أخيه، لن تعجز أن تسول له أن يمد يده للناس يستجديهم.
قلت: لقد اقتنعت بما قلت، لكن أنى
لي أن أتخلص من مد يدي إلى نفسي.
قال: بعلمك بتحقق نفسك بعدم
أهليتها للاستشارة.
قلت: وكيف أعلم ذلك؟
قال: أربعة صفات في النفس
إذا علمتها ارتفعت ثقتك فيها، وكففت عن مد يدك إليها.