ثم يتصورون أنهم مضطرون.
قلت: فليسوا مضطرين إذن؟
قال: من رحمة الله بعباده أو من ابتلائه لهم أن يضع لهم الكثير من الحلول، ولكنهم يعمون أعينهم عنها، ويتصورون أنهم مضطرون لأبشع الحلول.
قلت: فهذا القرار الذي اتخذه في نفسه سواء كان مكرها عليه أو مختارا من لجأ إليه فيه.
قلت: إلى وزرائه وأعوانه وحاشيته.
قال: فقد وثق فيهم إذن عندما استشارهم.
قلت: لقد قال a:( إن المستشار مؤتمن )[1]
قال: ولكن المستشار قد يكون أخرق؟
قلت: أجل، وحينذاك يكون من البطانة السيئة.
قال: فلماذا لم يمد يده إلى جهة عليا موثوقة يستشيرها.
قلت: لثقته بوزرائه.
قال: فقد رضي إذن عن نفسه حين مد يده إليها.
قلت: نعم.
قال: فمبدأ الشحاذة إذن الرضى عن النفس وعن قرارات النفس، ولذلك كان علاجها الحقيقي لا بنهي الشحاذ عن مد يده إلى الناس، وإنما نهيه عن مد
[1] ) الترمذي وقال: حديث حسن.