قلت: نعم، لقد مثل الغزالي
نفس الإنسان وعلاقتها بقواها بالملك، فقال:( مثل نفس الإنسان في بدنه أعني بالنفس
اللطيفة المذكورة، كمثل ملك في مدينته ومملكته، فإن البدن مملكة النفس وعالمها
ومستقرها ومدينتها وجوارحها، وقواها بمنزلة الصناع والعملة، والقوة العقلية
المفكرة له كالمشير الناصح والوزير العاقل، والشهوة له كالعبد السوء يجلب الطعام
والميرة إلى المدينة، والغضب والحمية له كصاحب الشرطة )[1]
قال: فلو أن هذا الملك
اختار بصواب رأيه وما أوتي من الحكمة بطانة صالحة.
قلت: ستكون رعيته في أحسن
حال، ولن ينال منها، ولن تنال منه إلا الخير، وقد قال a:( ما بعث الله من نبي ولا استخلف
من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره
بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصمه الله )[2]