قال: ولا حرج عليك أن تشبه
ذلك بقول سليمان u لحاشيته:{ يا أَيُّهَا
الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ}(النمل: 38)
قلت: نعم، ولكني خشيت أن
تقول شيئا قد لا يتناسب مع مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
قال: لا، بل هذا من كمالهم،
فمن كمال الملك استنجاده بأعوانه واستشارته لهم.
قلت: فما في هذا؟
قال: قد نسمي الملك شحاذا
في هذه الحالة.
قلت: نعم إن جعلنا الشحاذة
هي كل مسألة أو كل طلب معونة.
قال: فإذا استقر رأي الملك
وحاشيته على أمر.
قلت: يبدأون في تنفيذه.
قال: أين؟
قلت: حسبما خططوا.
قال: فإن ظهر ذلك الأمر في
الواقع، فلمن ينسب؟
قلت: للملك والحاشية، وقد
ينسب للقصر نفسه.
قال: فالقصر إذن هو الباني
والهادم، وهو الذي يتخذ كل القرارات.
قلت: خاصة الصعبة منها، لأن
ما عداها قد تتكفل به الأكواخ.
قال: ألم تسمع من الغزالي
بأن الإنسان مع لطائفه، كالملك مع حاشيته؟