بعد فطامه؟
قلت: نعم، وهي في أحيان كثيرة لا تقتصر على الوالدين، بل إن كل من طلب منه صبي طعاما أو شيئا أعطاه عن طيب نفس.
قال: فرزق الصبي مساق إليه من غير تعب ولا كد.
قلت: نعم، بل يساق إليه أفضل الرزق، هو تماما مثل دود الفواكه نائم في وسط غذائه، بل في أفضل غذاء على الإطلاق.
قال: فإذا كبر الصبي وشب؟
قلت: أعطاه الله من القوة والجلد ما يتمكن به من جلب رزقه بلا عناء ولا تعب.
قال: فإذا أصيب بآفة تحيط بقواه، أو بكبر ينهش عظمه؟
قلت: يوفر له من الدواعي الفطرية في أقاربه أو في الأبعدين من يتكفل به.
قال: فإذا مات؟
قلت: لن يعدم من يغسله ويكفنه ويدفنه.
قال: فإذن هو لا يحتاج إلى شيء، ففي كل زمان له من الرزق ما يكفيه ويغنيه.
قلت: ولكن هناك مطالب أخرى أنتجتها الحضارة قد يعجز عنها، وبسببها يرمى في سلة الفقراء التي لا تختلف في نظر المجتمع عن سلة المهملات.
قال: ذاك شيء ساقه لنفسه، وعقوبة جلد بها ذاته.