قلت: نعم، لقد أدر الله ثدي والدته
لتسقيه من حليبها.
قال: فهل في لبن الأم ما يكفي حاجة
رضيعها؟
قلت: بل ما يكفي ويشفي.
قال: فهل يتناسب ذلك مع حاجاته
المختلفة.
قلت: أجل،
فحلييب الأم ـ
كما يقرر الخبراء ـ يتطور تركيبه من يوم لآخر بما يلائم حاجة الرضيع الغذائية،
وتحمل جسمه، و بما يلائم غريزته وأجهزته التي تتطور يوماً بعد يوم.
قال: ولكن الرضيع ليس بحاجة إلى
الغذاء فقط، بل هو بحاجة إلى الدواء، أو بالأحرى تقوية جهاز مناعته، ليواجه
الأعاصير التي تتربص به.
قلت: وذلك كله موجود في لبن الأم،
فهو يحوي أجساما ضدية نوعية، تساعد الطفل على مقاومة الأمراض.
ثم التفت إلى المعلم، فرأيته، وكأنه
يحضر لي سؤالا، فقلت: وأزيدك، فإنه زيادة على هذه الفوائد الصحية، هناك فوائد نفسية
واجتماعية كثيرة، فقد أكد علماء النفس أن الرضاعة ليست مجرد إشباع حاجة عضوية
إنما هو موقف نفسي اجتماعي شامل، تشمل الرضيع والأم وهو أول فرصة للتفاعل
الاجتماعي .. وفي الرضاعة يشعر الطفل بالحنان والحب والطمأنينة ويحدث