responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

قلت: وكيف أخاف عليه، وهو يأتيني رغدا وبانتظام، ولكن قد أخاف إن لم تكن جهة موثوقة.

قال: فإن كانت جهة موثوقة.

قلت: قد لا أخاف على وعدها ووفائها وجميل صدقها، ولكني أخاف على التقلبات التي قد تحدث فتمنعها من الوفاء بما ضمنته.

قال: فإن كانت فوق التقلبات.

قلت: تقصد أن يأتيني رزقي من جهة لا دخل للوزارة فيها.. فالوزراء يتحولون كل حين، ويعزل كل جديد كل قديم.

قال: ولا دخل للملوك والأمراء والرؤساء.

قلت: إذن أنام قرير العين لا أختلف عن الملوك ولا عن الوزراء والرؤساء.

قال: فقد وعد الله إذن عباده برزقه، ووعده لا يتخلف، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}(هود:6)، فقد وعد الله بتنزل أرزاقه على كل ذي حياة على هذه الأرض، فهل ترى في هذا من تخلف؟

قلت: لا، بل أرى أرزاق الحيوانات تساق إليهم عفوا، لا يحتاجون إلا إلى تناولها.

قال: ومثل ذلك أرزاق الإنسان إلا أنه يأبى إلا أن يعقد ما بسط الله.. أتدري لم يحرم الموكل بأرزاق البشر بعض العباد رزقه؟

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست