responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196

قلت: إن في القرآن الكريم إشارة جميلة إلى هذا، فقد قال تعالى على لسان إبراهيم u:{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}(ابراهيم:37)، فمكة المكرمة بواد غير ذي زرع، فحنن الله القلوب إليها، فإذا برزقها يفاض عليها من كل مكان.

قلت: تلك مكة المكرمة..

قال: ومثلها كثير من بلاد الله، بل قد تجد أهل الأرض الشحيحة أكثر غنى من أهل الأرض السخية.

سكت، فقال: سأعطيك مثالا لن يخالفك فيه أحد.

قلت: ما هو؟

قال: هذا الهواء الذي تتنفسه، هل جعل الله في طاقة البشر تملكه ومنع العباد عنه؟

قلت: لو أطاقوا لحجزوه في قارورات، وباعوه للناس.

قال: وهذا الماء الذي تشربه، والذي تفيض به الأنهار، والوديان والسماء.

قلت: هم كذلك لا يطيقون حبسه ولا منعه عن الناس.

قال: فهذه أهم الأرزاق لا يمنعها أحد.

قلت: ولكن الطعام.

قال: الطعام موجود مبثوث في كل مكان.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست