قال: لقد ادخر الله تلك البركات
لذلك الزمان حتى لا يموت آخر إنسان على هذه الأرض جوعا.
قلت: تلك بركات ذلك الزمان؟
قال: ولكل زمان بركاته.
قلت: كيف؟
قال: ألم يكن النفط كنزا عظيما مخبأ
في صناديق لا يصلها أحد لتتنعموا به في هذا الزمان، ولا تمدوا أيديكم لأحد من
الناس؟
قلت: بلى، بل أصبحنا نحن الذين نمد
أيدينا للناس بالمعونة من غير حساب.
قال: فذاك كنز خبأه الله لكم لينظر
ماذا تعملون.
قلت: ولكن هذا الرزق محصور في بلاد
محدودة.
قال: وهي البلاد التي تحتاج إليه
لقلة موارد رزقها الظاهرة، ألا ترى أن الأب الرحيم قد يفضل ابنه الضعيف أو المريض
أو المحتاج بالعطية ليسد حاجته، ويكل الأقوياء لقوتهم؟
قلت: بلى.
قال: فكذلك الله تعالى برحمته جعل
في البلاد التي تشح أرضها، أو يحبس قطرها من أسباب الرزق ما يسد حاجاتها.