قلت: فهلا مثلت لما تقول، فإني أكاد
أفهم، ولكني أريد أن أرى الحقيقة لا أن أسمعها؟
قال: سأضرب لك مثالا قريبا من مثال
الكنز.
قلت: أخبأ الله كنوزا، وما الحاجة
إلى ذلك.
قال: ألم تسمع قوله a وهو يخبر عن علامات الساعة، فقال
عند ذكره لموت يأجوج ومأجوج:( فيرغب نبي الله عيسى u وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل
عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله تعالى، ثم يرسل الله عز وجل
مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض:
أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها[1]، ويبارك الله في الرسل[2] حتى أن اللقحة[3] من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر
لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس )[4]
قلت: بلى، فما وجه الإشارة فيه؟
قال: الإشارة فيه عبارة، فقد أخبر a عن إخراج الأرض لبركاتها قبل قيام
الساعة، بحيث يرى من بركاتها ما لا يخطر على بال.
[1] ) أراد قشرها، تشبيها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ.
[2] ) ما كان من الابل والغنم من عشر إلى خمس وعشرين.