قلت: نعم، فقد قال الله تعالى:{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}(يونس:31)
ولكن.. فصل لي مظاهر رزقه حتى يطمئن قلبي، فلو لامست الطمأنينة لرزق الله شغاف قلوب المشركين ما كفروا بالله.
قال: سأكتفي بذكر آية من آيات رزق الله، وهي أنه وضع رزقه في محال لا يطيق أحد نزعها.
قلت: لماذا، وكيف؟
قال: أما لماذا، فقد دل عليه قوله تعالى:{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}(الكهف:82)
قلت: ما وجه الإشارة في هذا؟
قال: هذا الوالد المسن لأولاده، لماذا خبأ الكنز في مكان لا يراه فيه أحد، ما عدا أولاده؟
قلت: لئلا يطمع فيه أحد، فيسلبه منهم.
قال: فكذلك الله تعالى وضع رزقه في محال بحيث لا يستطيع أحد أن يسلبها من الخلق.