قال: الحقيقة الأولى وصفه، واسمه
الذي به ينادى، وفعله الذي به يفيض الأرزاق على خلقه.
قلت: نعم، فالله {هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}(الذريات:58)، ففصل لي ما يشرح صدري لهذا الاسم، وما
يملأ قلبي بحقيقته، فإني وإن علمت ذلك ولم أجحده إلا أن حقيقته لم تصل قلبي،
فأجدني جزعا خائفا.
قال: الشأن في الحقيقة أن تلامس
شغاف الروح لا أن تلامس خلايا العقل، فالعلم وحده لا يكفي ما لم يصحبه اليقين
وطمأنينة القلب.
قلت: فما الطريق إلى ذلك؟
قال: طريق اليقين رسمه الله
لإبراهيم u عندما سأله أن يبين له
كيفية إحياء الموتى.
قلت: نعم، لقد قال الله تعالى حاكيا
عن ذلك:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ
مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:260)
ولهذا قال تعالى عن إبراهيم u:{ وَكَذَلِكَ نُرِي
إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ
الْمُوقِنِينَ}(الأنعام:75)