قال: فكذلك الإنسان في ملك الله،
فإن مطالبه أقل بكثير من خزائن الرزق التي جعلها الله له.
قلت: فهمت، فما الحقيقة الثالثة؟
قال: إذا علمت أن لكل زمان رزقه
الخاص به، لا تحزن على المستقبل، لأنه لا يأتي إلا ومعه رزقه.
قلت: كيف؟
قال: سبب الخوف على المستقبل هو
تصور خلو المستقبل من الرزق، فإذا علمت أن لكل زمان رزقه الخاص به لم تحزن،
كالرضيع الذي يسوق الله له في كل لحظة من الرزق ما يتناسب مع حاجاته.
قلت: فما الحقيقة الرابعة؟
قال: إذا ركبت باخرة ضخمة، وكان في
الباخرة كل وسائل الأمان، بما فيها الزوارق وقوارب النجاة، وكنت تتقن السباحة،
وكان البر قريبا، أكنت تخاف؟
قلت: لا.. ولماذا أخاف، فأنا قريب
أولا، وقوارب النجاة موجودة، ومع ذلك، فإن مهارتي في السباحة قد تكفي لنجاتي.
قال: فكذلك الله، فقد زودك بالإضافة
إلى كل ما ذكرت قوى لتعمل بها، فإن لم تكن لك قوى وفر دواعي الإحسان في الخلق
ليحسنوا إليك.