responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189

قلت: كلا، فهات الحقيقة الثانية.

قال: ألا تعلم أن مطالب الإنسان الحقيقة التي يتطلبها استقراره على هذه الأرض لتأدية ما كلف به من وظائف لا يستدعي كل ذلك الكم من الجهود ومن الحزن.

قلت: كيف؟ والضرورات كثيرة، وكل ضرورة تؤدي إلى ضرورات أخرى.. وهكذا تتعقد الحياة ومطالب الحياة.

قال: سبب ذلك ليس مطالب الحياة كما هي، وكما خلقها الله، وإنما هي مطالب الأجواف الفارغة التي تستدعي وديانا كثيرة لتملأها.

قلت: فالمطالب إذن وهمية، والضرورات ليست ضرورات.. كيف هذا؟

قال: سأبين لك هذا بتفاصيله، ولكن قل لي: من كانت له جهة غنية تكفله، ثم كان لا يحتاج إلا إلى حاجات بسيطة أكان ذلك يجعله خائفا؟

قلت: اضرب لي مثالا على ذلك.

قال: رأيت قومك يحبون تربية القطط.

قلت: ويتفنون في تربيتها وأنواع طعامها.

قال: أرأيت لو أن شخصا ترك قطه عند جزار، أو صاحب مطعم، أيخاف على قطه من الموت جوعا؟

قلت: كلا.. فإنه وإن لم يلتفت الجزار أو صاحب المطعم إلى حاجات القط، فإن غذاء القط بسيط، فيكيفيه أن يحمل أي عظم أو أي شيء في الأرض

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست