المخاوف، ويطمئن القلوب، ويشعرها بالاستقرار والسكينة.
قلت: نعم، فقد رغبتني في امتلاك هذه الجوهرة النفيسة، فبين لي طريق تملكها.
قال: بأربعة حقائق، إن تشربتها حلت فيك السكينة، ونزل بساحتك الأمن.
قلت: فما الحقيقة الأولى؟
قال: أن تعلم بأن المكلف برزقك خزائنه لا تنفد، وهو لا يغفل عنك لحظه، وهو مع ذلك رحيم بك لطيف ودود.
قلت: فيكف ينشئ هذا في نفسي الأمن على رزقي؟
قال: الصبي الصغير الذي يعيش في كفالة والدين رحيمين غنين، هل يفكر في مصدر رزقه، أو يحزن على غداء غده؟
قلت: كلا.. فلماذا يفكر، فهو في كفالتهما؟.. ولكنه مع ذلك صغير لا طاقة له بحمل هموم الكبار.
قال: فالطالب الكبير الذي ينتمي إلى معهد من المعاهد التي تتكفل برزقه، هل يحزن على رزق غده؟
قلت: كلا، فهو تحت كفالة معهد له ميزانيته الغنية، فلذلك لا يصيبه هم رزقه.
قال: فإذا علم العبد أن رزقه بيد الله، وأن الله غني حميد، وأنه كريم جواد، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا تصيبه غفلة ولا نسيان، أيخاف على رزقه؟