لست أدري، هل سرت معه، أم حلقت في
الأجواء، أم غصت في أعماق مجهولة.. لم يطل الوقت.. مجرد طرفة عين، فإذا بي أمام
مدينة عظيمة، كل ما فيها عقيق وجواهر.. تربتها كالمسك الأذفر، صحت: أفي الجنة أنا؟
قال: لا، أنت على الأرض.. وعلى جزء
ضئيل من الأرض.
قلت: وهذا الجمال؟
قال: كنت لا تراه، فأزحنا الغشاوة
عن عينيك؟
نظرت إلى الأجواء، فإذا منارات
عالية، عليها رايات كتبت عليها أسماء الكنوز، كما تكتب على المحلات.
قلت لمعلم السلام: عهدي بالكنوز
تخبأ، وتدفن، فلا يهتدى إليها إلا بضروب الحيل، ألم تقرأ جزيرة الكنز؟