اتبعتم الهدى أن يتخطفكم الناس،
ولكن خافوا إن لم تتبعوه أن يتخطفكم الله.
قال: فتلك إشارة مؤكدة مكملة
للإشارة السابقة.
قلت: لكني لا أزال لم أفهم وجه
العلاقة بين الأمن وكنز القناعة؟
قال: لقد عرفت أن الحرص يجعل الحريص
في هم دائم وبحث دؤوب على كل ما يملأ جوفه.
قلت: أجل بدليل الحديث الذي عبر يه a عن نفسية الإنسان الطامع.
قال: وهذا الإنسان الطامع الذي يسرف
ولا يدبر ولا يزهد كل ذلك حرصا على ملء الفراغ الذي يعانيه.
قلت: نعم، وقد اقتنعت بكل ما ذكرته
من ذلك.. ولكن ما جذور الأمن، وما علاقتها بالقناعة، وكيف كان جوهرة نفيسة من
جواهرها، بل من أعلى جواهرها وأغلاها.
قال: الحريص لا يفكر في لحظته فقط،
بل يفكر في المستقبل الطويل.. لا يقول بملأ قلبه:( الحمد لله، لقد شبعت اليوم،
وكفيت )، بل يقول:( لست أدي ما الذي سآكل السنة القادمة، أو السنة التي بعدها )
قلت: فإذن هو لا يعيش لحظته ويومه.
قال: بل لا يعيش غده وشهره، فهو
يفكر، ويتألم لما ينتظره.
قلت: والقانع.
قال: القانع فرح بالرزق الذي سيق
إليه، مطمئن بما وهب، ويأمل أن يوهب