قلت: بلى، وقد ذكرهم الله بما أنعم
عليهم في الحرم من الأمن، فقال:{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً
آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ
وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}(العنكبوت:67)
قال: فما هي العلة التي استند لها
المشركون في تركهم اتباع الهدى مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
قلت: ما نص عليه القرآن الكريم من خشيتهم على أنفسهم
وأرزاقهم.
قال: على أي أرزاق خافوا، هل على
أرزاق حاضرهم، أم أرزاق مستقبلهم؟
قلت: رزق حاضرهم يأكلونه، فلن يخرجه
أحد من أفواههم، ورزق ماضيهم أكلوه، فلا يمكن أن يسلبه منهم أحد، فلم يبق إلا رزق
مستقبلهم.
قال: وبماذا طمأنهم الله تعالى،
ونزع من قلوبهم المخافة؟
قلت: بذكر ما وفر لهم من النعم،
والتي تجعلهم في غنية عن مخافة التخطف أو ذهاب الرزق.
قال: فهذه الآية إذن تشير إلى ما
يحمله الخوف على الرزق من أضرار على حقيقة الإنسان وحياة الإنسان.
قلت: بلى، وقد وجههم الله بعدها إلى
توجيه المخافة لله وحده، فقال تعالى:{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ
بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ
إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}(القصص:58)، أي لا ينبغي أن تخافوا
إن