فقال:لا أدري، فانتهيا إلى مفازة،
فجلسا، فأخذ عيسى u يجمع ترابا وكثيبا، ثم
قال:( كن ذهبا بإذن الله تعالى )، فصار ذهبا فقسمه ثلاثة أثلاث، ثم قال:( ثلث لي،
وثلث لك، وثلث لمن أخذ الرغيف )، فقال:( أنا الذي أخذت الرغيف )، فقال:( كله لك )
وفارقه عيسى u فانتهى إليه رجلان في المفازة،
ومعه المال، فأرادا أن يأخذاه منه ويقتلاه، فقال:( هو بيننا أثلاثا )، فابعثوا
أحدكم إلى القرية حتى يشتري لنا طعاما نأكله )، فبعثوا أحدهم فقال الذي بعث:( لأي
شيء أقاسم هؤلاء هذا المال، لكني أضع في هذا الطعام سما فأقتلهما، وآخذ المال وحدي
)، ففعل وقال ذانك الرجلان:( لأي شيء نجعل لهذا ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه واقتسمنا
المال بيننا )، فلما رجع إليهما قتلاه، وأكلا الطعام، فماتا، فبقي ذلك المال في
المفازة وأولئك الثلاثة عنده قتلى، فمر بهم عيسى u على تلك الحالة فقال لأصحابه:( هذه
الدنيا فاحذروها )
قلت: هذه قصة جميلة.. ولكن لست أدري
هل هي صحيحة أم لا، فقد قرأت العهد الجديد حرفا حرفا، فم أرها؟
قال: وما يهمك أن تصح أو لا تصح، كل
البقلة ولا تسأل عن البقال.
قلت: ولكن معناها صحيح، فأكثر الناس
تعرضا للجرائم هم الأغنياء طمعا في مالهم وثرائهم، بل قد يقتلهم أقرب الناس إليهم.