responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176

قال: عندما لا تكون لك طاقة تحمل معينة، فتحمل عليها ولا تتجاوزها، أيصيبك التعب لذلك؟

قلت: لا، لأني لم أجاوز مقدار طاقتي.

قال: فالزاهد لا يجاوز مقدار طاقته التي وهبه الله إياها، أما الحريص، فلحاجته لملأ الفراغ النفسي الذي يشكوا منه تجده يحمل نفسه ما تطيق وما لا تطيق.

قلت: كيف؟

قال: هو يتصور الدنيا كمنجم ذهب محدود عليه يتهافت الراغبون، فلو قعد لحظة واحدة لسبقه غيره، ولا يبقى له منه شيئا.

قلت: والزاهدون كيف يرون الدنيا؟

قال: بنظرة مختلفة تماما، فهم يرون الدنيا دار ضيافة إلهية لا يعدم الساكن فيها من رزق يساق إليه، فلذلك يتناوله هنيئا مطمئنا مرتاحا يقول في نفسه: إن نفذ هذا، فسيرسل إلي صاحب المائدة رزقا آخر، قد أصل إليه بسعيي، وقد يجيئني بسعيه إن قعد سعيي.

قلت: ولكن الناس لا يكتفون بالرزق القليل؟

قال: ولكن تضحياتهم في سبيل الكثير الذين يملأون به فراغ نفوسهم لا يقاوم ما ينالونه.

قلت: كيف ذلك؟

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست