قال: لقد ذكر تعالى تمسكهم بالدنيا،
وأخذهم بالمتاع الأدنى، فبماذا عاتبهم الله تعالى بعد ذلك؟
قلت: عاتبهم على أنهم لم يوفوا
بالميثاق الذي أخذ عليهم.
قال: وما هو؟
قلت: ألا يقولوا على الله إلا الحق.
قال: فذلك يدل على أنهم لم يفعلوا
ذلك.
قلت: نعم وإلا لما عاتبهم الله
تعالى.
قال: فما الذي جرهم إلى ذلك؟
قلت: أول الآية وآخرها يشيران إلى
أن علة ذلك هي الحرص على الدنيا، فقد قال تعالى في أول الآية:{ فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى }،
وقال في آخرها:{ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا
تَعْقِلُونَ }
قال: فهذه الآية تدل على علة
التحريف في دين الله.
قلت: نعم.
قال: أزيدك آية أخرى، ألم تسمع قوله
تعالى:{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً