قلت: الرفعة والعزة، كما ذكر القرآن
الكريم، قال تعالى:{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا (، ولكنه بسبب خلوده إلى الأرض صار
ذليلا كالكلب { إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ (
قال: أتدري لما شبهه الله بالكلب؟
قلت: نعم، فـهـو لـفرط اتباعه الهوى
وتعلقه بعالم المادة انتابته حالة من التعطش الشديد غير المحدود وراء لـذائذ
الـدنـيـا، وكل ذلك لم يكن لحاجة ، بل لحالة مرضية ، فهو كالكلب المسعور الذي يظهر
بحالة عـطش كاذب لا يمكن إرواؤها، وهي حالة العبيد الذين لا يهمهم غير جمع المال
واكتناز الثروة فلا يحسون معه بشبع ابدا.
قال: فأيهما أرفع شأنا العالم
الزاهد، أم العالم الراغب؟
قلت: بل الزاهد.
قال: لماذا؟
قلت: لينال من العزة ما لا يظفر به
الراغب.
قال: ليس هذا فحسب، بل إن الرغبة
والحرص على الدنيا وترك الزهد فيها هي السبب فيما حاق بالأديان من أنواع التحريف.