responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

قلت: الرفعة والعزة، كما ذكر القرآن الكريم، قال تعالى:{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا (، ولكنه بسبب خلوده إلى الأرض صار ذليلا كالكلب { إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ (

قال: أتدري لما شبهه الله بالكلب؟

قلت: نعم، فـهـو لـفرط اتباعه الهوى وتعلقه بعالم المادة انتابته حالة من التعطش الشديد غير المحدود وراء لـذائذ الـدنـيـا، وكل ذلك لم يكن لحاجة ، بل لحالة مرضية ، فهو كالكلب المسعور الذي يظهر بحالة عـطش كاذب لا يمكن إرواؤها، وهي حالة العبيد الذين لا يهمهم غير جمع المال واكتناز الثروة فلا يحسون معه بشبع ابدا.

قال: فأيهما أرفع شأنا العالم الزاهد، أم العالم الراغب؟

قلت: بل الزاهد.

قال: لماذا؟

قلت: لينال من العزة ما لا يظفر به الراغب.

قال: ليس هذا فحسب، بل إن الرغبة والحرص على الدنيا وترك الزهد فيها هي السبب فيما حاق بالأديان من أنواع التحريف.

قلت: هذه دعوى خطيرة، فهل لها من بينات تقوم عليها؟

قال: ألم تسمع قوله تعالى:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست