قلت: ما نص عليه القرآن الكريم
بقوله:{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ
يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ}(القصص:81)
قال: فنهايته إذن الذل المحض، بل
الهلاك الذي هو فوق الذل.
قلت: نعم.
قال: فمن كان أعز الناس إذن؟
قلت: الذين أوتوا العلم، فقد قال
تعالى في شأنهم:{ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ
خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}
(القصص:80)
قال: وهل كانوا حينها أعز من قارون؟
قلت: أجل، لأن عزته بمراكبه، وعزتهم
بما أتاهم الله من العلم.
قال: وهل جرهم علمهم إلى الدنيا أم
زهدهم فيها؟
قلت: بل زهدهم فيها.
قال: ولو جرهم إلى الدنيا، وإلى
أبواب قارون هل سيتحلون بالعزة التي تحلوا بها؟