responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168

قلت: فهمت.. فإن العزة تاج فوق رؤوس الزهاد لا يراه الراغبون.

قال: والقرآن الكريم يدل على ذلك.

قلت: أفي القرآن الكريم هذا؟

قال: أجل، فلنعد إلى قصة قارون، ما هو موقف الرغبين في الدنيا عندما رأوه؟

قلت: لقد سال لعابهم، وهم يرون مراكبه الفاخرة وزينته التي خرج بها، كما قال تعالى:{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(القصص:79)

قال: ولماذا خرج في زينته ما دام قومه سيحسدونه هذا الحسد؟

قلت: بل خرج لأجل أن يحسدوه، فهو يكاد يشمت بهم بخروجه.

قال: وفي ذلك الحين الذي يراهم فيه مشدوهين نحو طلعته ومراكبه وزينته، ماذا كان يتصورهم؟

قلت: يراهم كالذباب المتهافت حول الطعام.

قال: هم أذلاء إذن؟

قلت: بل أذل من الذباب، لأن الذباب إن تهافت حول الطعام نال منه، وهؤلاء لا ينالون إلا الحسرة والألم.

قال: ولو أن هؤلاء لم يلتفتوا إلى زينة قارون، ولم يأبهوا له، ولم يعيروهم نظراتهم، أكان يهتم بمثل هذه الزينة، ويخرج بهذا الكبر.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست