الذباب ليمتص رحيقهم.
قلت: ولكن قومي اخترعوا أنواع المبيدات.
قال: تلك لا تبيد هذا النوع من الذباب، فإنه ذباب له من الحذق ما لا يستطيع أحد ذبه أو قتله.
قلت: فهمت قصدك.. تعني الأصدقاء المحيطين بهؤلاء الراغبين ينافقونهم ويخادعونهم ليمتصوا بعض ما يمتصه الذباب من مآكل.
قال: نعم، فقد صدق الشاعر في كل ما قال.
قلت: أول مرة أسمعك تصدق فيها شاعرا.
قال: ألم تسمع بقوله a:( إن من الشعر حكما )[1]
قلت: بلى، سمعت، وقد قال أبو تمام:
ولولا خِلالٌ سَنَّها الشِّعْرُما درى بناةُ المعالي كيفَ تُبْنى المكارمُ
قال: ولكن.. لا كل الشعراء أقصد.
قلت: أجل، فـ:
الشعراءُ فاعلــمـنَّ أربـعةْ فشاعرٌ يجري ولا يُجـرى معهْ
وشاعـرٌ ينشدُ وسـطَ المعمعهْ وشاعرٌ مـن حَقِّه أن تَسْـمَعَهْ
وشاعرٌ من حَقِّهِ أن تَصْــفَعَهْ
قال: فاترك الشعر، وعد بنا إلى جائزة العزة.
[1] ) الترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة.